بقلم وائل خليل ياسين
– رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات والتنمية
-الخبير والمستشار السياسي المتخصص بالسياسات الصينية لشؤون الشرق الاوسط
لا شك ان العلاقات الثنائية بين الدول العربية والصين اخذت بالتطور السريع خلافاً لما كان يتوقعه باقي الافرقاء الدوليين، او بالاحرى ان تطور هذه العلاقة يشبه تماماً التطور والنمو السريع للاقتصاد الصيني الذي ادهش العالم. بعد مرور عشرين عاماً على انشاء منتدى التعاون، اصبحت العلاقة اكثر ارتباطاً لما هو في مصلحة الشعبين، و هو ما تم استنتاجه وتأكيده خلال الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في 30 مايو بحضور الرئيس الصيني شي جينبينغ وقادة الدول العربية، مصر، الإمارات العربية المتحدة، البحرين وتونس. يصادف هذا الاجتماع تاريخ اعلان تٱسيس المنتدى في يوم 30 يناير عام 2004 بين رئيس جمهورية الصين الشعبية هو جينتاو والامين العام لجامعة الدول العربية عمر موسى عند زيارة لجينتاو لمقر الجامعة في مصر.
ومن الطبيعي ان هدف المنتدى هو إحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين ودعم حل الدولتين من جهة ومن جهة اخرى هو فتح باب المشاركة لقادة العرب في اجتماعات منتدى التعاون الصيني – العربي، و الذي يعتبر رسالة واضحة لتأكيد العمل على تعزيز العلاقات مع الصين، التي تسعى في المقابل للانخراط بشكل أكبر مع القضايا السياسية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط.
كما أن الحضور العربي الرفيع المستوى للنسخة العاشرة من المنتدى الصيني العربي عكس مستوى الشراكة المتنامي بين الصين والدول العربية في السنوات الأخيرة، حيث أن هناك نحو 14 دولة عربية تجمعها علاقات شراكة استراتيجية شاملة أو شراكة استراتيجية مع الصين حالياً، كما أن حجم التجارة الصينية مع الدول العربية يقارب نصف تريليون دولار.
بالإضافة الى ما سبق ، تناول المؤتمر قضايا هامة ومنها تعزيز الحوار والتعاون، ودفع السلام والتقدم، والسعي الى توقيع اتفاقات شراكة إستراتيجية بين الصين وبعض الدول العربية التي لم توقع بعد هذه الاتفاقيات، كما أن انعقاد المؤتمر بحد ذاته هو تذليل للعقبات امام استكمال مبادرة الحزام والطريق.
ولأن هناك توافق في الرؤى بين الدول العربية والصين على مستوى النظام الدولي، فمن الطبيعي انه تم التوافق على نقاط عدة اهمها: احترام السيادة، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأهمية احترام قواعد القانون الدولي. إلى جانب التأكيد على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة ورفض الأحادية القطبية والدعوة إلى التعددية. كما ان المؤتمر اكد دعم كل طرف للآخر في قضاياه المحورية، حيث اكدت الدول العربية دعم وحدة الصين وفقا لمبدأ “الصين واحدة ” ، واكدت الصين العمل على الاستقرار في الشرق الأوسط، كما تم التوافق على تحقيق “مبادرة الأمن العالمي”، التي طرحها الرئيس الصيني في إبريل 2022.
+ There are no comments
Add yours